أستغفرُ الله منْ ذنــــــبٍ ومـــنْ زللِ ............ والدّمــعُ يجري منَ الأحداقِ والمقلِ
ينتابني الخوف منْ يومِ الحسابِ وقدْ ........... هوى فــؤادي منَ التـّرهيبِ والوجلِ
هذي الصـّحائفُ منْ أوزارها غرقتْ ........... مثلُ المــراكبِ منْ حملٍ ومنْ ثـِقـَلِ
كلـّـي حياءٌ منَ الأدرانِ في صحفٍ ............. فيها عظامــي تذوبُ اليومَ منْ خجلي
منْ فعلِ جارحةٍ سارتْ بلا رَشــــَدٍ .............. أوْ منْ لســانٍ شدى باللهوِ والهزلِ
ومنْ عظــــيمِ صنــــيعٍ خلتـُهُ قزما .............ومنْ صغــيرٍ غدا بالجــــهلِ كالجبلِ
فاضَ المدادُ بما قــــدْ كانَ منْ خطأ .............. تالله ضاقـتْ سطورُ الإثمِ بالجـُـمـَـلِ
يا نفـــسُ كفـّــي هداكِ الله واتـّعظي ............ من وهنِ جسمٍ ومن شيبٍ ومن عـِـللِ
رومي النـّجاةَ كفى بالشيبِ موعظةً ........... فالشيبُ في الرأسِ في الإيعاز كالرسلِ
كيفَ اشتريتِ بذيئ الطـّــبعِ أسوءَه .............. وبـِعـْتِ عذبا منَ الأخلاقِ والمـُثــُـلِ
ألا ترينَ مكوثَ النـّـــاسِ مختصرا .............. ثمّ الرّحــــيلَ عنِ الّدنـيا على عـَجلِ
في كــلِّ صبـحٍ يجيئُ الضيفُ ينزلها ............ دنيا غــَــــــرورٌ وما دامـتْ لمحتفلِ
وفي المساءِ يكـــونُ الرّكبُ منتظرا ............ حانَ الــــــوداع لمنطلقٍ ومـُــرتحلِ
هذي الحياةُ وهذا العيشُ ليسَ سوى .............. يومٌ قصـــــيرٌ لسوءِ الحــظّ لمْ يطلِ
لكنْ ومنْ سخـــرياتِ الـدّهرِ أنّ بهِ ............... طــــــولُ التـّـمني وفيهِ كثرةُ العملِ
فيهِ التـّـألـُّـمُ بالأفــــــراحِ متـّــصلٌ ................ منْ غيرِ سوءٍ منَ التـّـقديرِ أو خللِ
برغـــمِ ذلكَ نســــعى فــي مودّتـِـهِ .............. والجّـــــهدُ في جلدٍ والحـــلمُ لمْ يزلِ
هي الأماني وشيــــطانٌ يـُــراودنا .............. وضعـــفُ عزمٍ وموفورٌ منَ الأُكـُـلِ
وبـُـعدُ تقوى وشهـــــواتٌ تـُحركنا ............... إنِ اجتمعنَ مــــعَ الأمـــوالِ والمللِ
كان الهلاكُ يصيبُ النـّـاسَ في كبدٍ .............. وكانَ فيها كثــــيرُ الظـّـــلمِ والمِحلِ
والله أعجـــبُ مـــنْ ســــاعٍ لفانيةٍ ............... ومـــنْ مفارقِ دنـــــيا غـُـرَّ بالأملِ
ممّـنْ تناسى بأنّ الحالَ مــــنْ قدرٍ .............. لا فهمَ ينفعُ أو جـــــدوى منَ الجـَدلِ
أقــــــــدارُ ربٍّ ولا شيئٌ ّيغـيـّرها ..............في اللوحِ قدْ كـُـتبتْ حــقـّـا منَ الأزلِ
أنّ الأنـــــامَ علــى شقّي مفترقٍ .............. فـــذا سعيدٌ وذا في مــــوقفٍ جـَـلـَلِ
يا نفسُ عـِـفـّي ألمْ يأنِ الإيابُ ؟ بلى ............ إنِ ارتجــــعتِ تــــنالي أنهرَ العسلِ
وإنْ بقيتِ على الًإصرارِ تدركـــنا .............. نارٌ تلـــظى بلا مــــاءٍ ولا ظـُـلـَـلِ
طوبى لنفسٍ نأتْ عنْ كلِّ مفســـدةٍ .............. في عمـــرها وإليها الخبثُ لمْ يصلِ
نفسي سألتكِ فاختاري مصيرَ غدٍ .............. إنّي نصحــتكِ قـــبلَ اللــــومِ والعذلِ
لوذي بحصنٍ منَ الإحسانِ واعتصمي .........بحبلِ ودٍّ مــــعَ الرحمــــــنِ متـّصلِ
دعي هواكِ فإنّ الساعــة اقتربتْ ................وانشقّ بـــــدركِ يا غيداءُ فاعتزلي
لعلّ حظـّـاً منَ الصـّـفحِ الجـّميلِ بهِ ................يـُـهديكِ عفوا عنِ الأخطاءِ والخـَطـَـلِ
فالعمرُ لوْ طالَ مهما طالَ منتهيٌ ................فانجي بنفــــسكِ قبلَ الموتِ والأجلِ
.