مارست الفاحشة بكل أنواعها .. زانية تطلب إقامة الحد
أماني - سوريا
أرجو الرد |
المهم أنك في كل الأحوال في حاجة إلي التطهر من هذه الآثام ، والتطهر لا يكون إلا بالاقتراب من الله عز وجل الاقتراب الشديد في الليل والنهار ، واللجوء إليه ليحميك من نفسك والدعاء والتذلل له أن يرحمك ويغفر لك ، مع كثرة قراءة القرآن وأداء الفروض والعبادات والإكثار من النوافل والتصدق كلما أمكن لك ذلك وقيام الليل بين يدي الله خاشعة خاضعة ذليلة ترجين رحمته وتطلبين عفوه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، واعلمي أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار ، تمسكك بطاعة الله وتشبثك بالتوبة واستقوائك بالإيمان كل هذه الأمور ستساعدك كثيراً في التخلص من الطريق الخطأ الذي كنت تسيرين فيه بدون وعي ، لن أكرر علي مسامعك كونك أخطأت كثيراً في حق نفسك حين أهنتها كل هذه الإهانات ونزلت بها إلي هذه المنزلة الدنيا لأنك بالتأكيد تعرفين كل ذلك ولست في حاجة إلي تكراره ، يكفيك أن تتعلمي من ذلك الدرس شديد القسوة لكن استيعابك له يتوقف علي سلوكياتك خلال الفترة القادمة وتعاملك مع ما ستمرين به من أزمات ، لأن الأزمات لا تتوقف ولا حياة بلا أزمات ، فماذا أنت فاعلة في الأزمات القادمة ، يا صديقتي ليس كل من مر بأزمة أو عصفت به أنواء الحياة يلجا إلي الخمر أو ارتكاب الفاحشة ، يبدو أن الأفلام العربي أثرت كثيراً في فكرك ، وجعلتك وقت الأزمة تنسي أن أفضل وسيلة للتغلب علي الأزمة هي اللجوء إلي الله وطلب العون منه ، وليس السقوط في أوكار ومستنقعات الرذيلة كما تصور لك أفلام السينما القديمة ، وهي حالة لم نكن نراها إلا في السينما فقط ، لكن الحياة صديقتي ليست فيلم سينمائي .
والآن بعد كل ما مررت به أنصحك باستعمال العقل كثيراً وعدم التسرع والانقياد وراء الشهوات بحجة ما تمرين به من أزمات ، فمع توبتك ووصولك للطريق السليم من الحياة ، بجدر بك أن تحفظي نفسك وكرامتك أكثر ولا تضعفي مرة أخري بهذا الشكل ، وانسي ذنوبك تماماً ولا تفكري فيها فطالما تبت حق عليك أن تبدئي صفحة جديدة ، أما مسألة إقامة الحد فأنصحك ألا تبلغي أحداً أو تهتكي ستر الله عليك واحتفظي بكل ما فعلت لنفسك واجعلي توبتك بينك وبين خالقك قال صلي الله عليه وسلم "كل أمتي معافى إلا المجاهرون " ، فلا تجاهري بالمعصية ولا تعترفي بها لأحد مهما كان حتى لو كان الهدف هو التوبة والتطهر ، توبي إلي الله وتتطهري بينك وبين نفسك من كل آثامك وخطاياك وأكثري من العبادات فروضاًَ ونوافل وصدقة وقراءة قرآن وابتهال إلي الله بتضرع وخشوع قال تعالي " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ" ، إياك والقنوط من رحمة الله أو التعامل علي أن توبتك غير مقبولة أو أن تيأسي من إصلاح نفسك فتعودي غلي ما كنت عليه بل تمسكي بتوبتك وتمسكي بإصلاح نفسك وتمسكي بطريقك المستقيم ولا تلتفتي لشيطان يحاول أن يصور لك أنه لا توبة إلا بإقامة الحد "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً " ، ويقول أيضاً " إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " هذا هو ما يجب أن تفعلينه وقد فعلت وتبت فاستمري وواصلي طريق التوبة لتنعمي برضا الله وإبدال سيئاتك بحسنات إن شاء الله ، غفر الله لك ولنا والمسلمين جميعاً .